هل ستفعل استخبارات الحرس مع حسين فريدون مثلما فعلت مع مشائي أم مهدي هاشمي؟

https://rasanah-iiis.org/?p=2173

بواسطةرضا حقيقت نجاد

القضية واضحة للغاية، قام عدد كبير من المتشددين بشكل جماعي ليكشفوا تحايل حسين فريدون شقيق رئيس الجمهورية، ومن أجل إنهاء هذا المشروع، تعلقت آمالهم نحو منظمة استخبارات الحرس الثوري، المنظمة الاستخباراتية القوية، حيث لم يعد الجهاز القضائي الآن رقيباً عليها فقط، وإنما تسيطر على كل ما يتعلق بالمجال الأمني في الدولة.

ومن أجل إدراك الخطة التي وضعتها منظمة استخبارات الحرس الثوري لحسين فريدون، يجب الالتفات إلى موضوعين، وهما شخصية ونفوذ الشخص.
دعونا ندرس نموذجين؛ أولهما، “مهدي هاشمي رفسنجاني”، الذي كان موضع اهتمام استخبارات الحرس خلال السنوات الأخيرة. حيث كانت لمهدي هاشمي وسائل إعلامية، وكان شخصية ذات نفوذ ولديه القدرة على توجيه شبكته، وكان موضع اعتماد وثقة والده، كما يعتبر شخصاً حذراً ومغامراً، ولديه القدرة على خلط وعرقلة أوراق اللعبة السياسية.
وانتقت استخبارات الحرس الترتيبات للتعامل مع مهدي، فسعت في البداية إلى تدمير وسائله الإعلامية، وتم جذب بعض الشخصيات المقربة منه في المحاكم بعد انتخابات رئاسة الجمهورية في 2009، والبعض الآخر تمت إقالتهم من العمل، ومع تزايد الضغوطات، اضطر مهدي إلى الخروج من إيران، ولم يؤد تفكيك وسائله الإعلامية والخروج من إيران إلى انتقاص تأثيره، فظل تأثير اسم ومكانة عائلته مؤثراً كما كان. وفي الوقت ذاته، كان توجيه ضربة له بمثابة صفعة قوية لأكبر هاشمي رفسنجاني أيضاً. وفي النهاية أوصلت متابعات استخبارات الحرس والضغوط إلى حد إدخال مهدي هاشمي رفسنجاني إلى السجن. وربما كان تحليلهم أن قص ريش وجناحي مهدي هاشمي وتقييده في الخارج أو في المنزل لا يكفي، وأنه يجب القضاء علية بضربة قوية.
النموذج الثاني، “إسفنديار رحيم مشائي”، الشخصية المقربة من محمود أحمدي نجاد، كان هو الآخر هدفاً لاستخبارات الحرس، فكما أفشى إمام جمعة كاشان عبدالنبي نمازي، أن قائد الجمهورية، علي خامنئي، قال إلى قائد الحرس محمد علي جعفري، اعتقلوا عناصر مشائي، ولكن لم يتم التوصل إلى نتيجة بشأن اعتقال مشائي نفسه.
كانت أحداث عزل حيدر مصلحي من وزارة الاستخبارات بشكل دقيق بسبب نفس هذا الأمر، حيث كانت استخبارات الحرس تسعى للتعرف على شبكة الأفراد الموالية لمشائي ليتم تفكيكها، وتعاون وزير الاستخبارات معهم أيضاً، وأدى اطلاع أحمدي نجاد على هذا الاتحاد بين وزير الاستخبارات والحرس الثوري إلى عزل مصلحي، الأمر الذي فشل بتدخل خامنئي، ونتج عنه اعتزال أحمدي نجاد ومكوثه في منزله طيلة 12 يوماً، وأنهت حيثيته لدى المحافظين.
في تلك الأحداث، تطورت عواقب ونتائج الهجوم على شبكة مشائي إلى حد أن وصل الحرس إلى جميع أهدافه بسحب الثقة من شبكة مشائي وأحمدي نجاد.
وعلاوة على هذا، فإن مشائي على الرغم من وجود كاريزما شخصية جلية، فلم يكن يحظى بالنفوذ السياسي القوي بين المحافظين. وكان يعاني نوعاً من الوهم السياسي، وكانت شبكته مقيدة ومفتقدة للروح على مستوى الدولة.
ومع عدم الثقة وانخفاض نفوذ وسلطة أحمدي نجاد وهو الدور الذي لعب فيه هاشمي دوراً بارزاً، لم يكن اعتقال شخص مشائي ذا أهمية أو قيمة تذكر، حيث إن اعتقال مشائي كان من الممكن أن يعقبه هجوم شرس لأحمدي نجاد، كما أن تهيئة الأجواء والمواثيق لرد صلاحيته وإبعاده عن المشهد السياسي وتفكيك شبكته لها كانت كافية، حيث مكث مشائي، في بيته بعد رد صلاحيته وتم نسيانه وتهميشه.
وضعية حسين فريدون لها أوجه شبه بكلا النموذجين، فقد لعب دوراً رئيسياً وبشكل جدي منذ عام 2004، حيث أطلق الأحاديث حول ترشح حسن روحاني، وأدى دوراً رئيسياً في علاقات أخيه، وأشارت أحداث المفاوضات النووية إلى أنه أكثر الأشخاص ثقة عند روحاني. فالرجل لديه خبرة أمنية، كما أنه كان وما زال لديه اتصال قوي مع الشبكات الاقتصادية أيضاً، وفي الوقت ذاته، لا يملك هذه الكاريزما والثقة التي تحوله إلى شخصية قوية عند الرأي العام، وهو على الدوام كان شخصية تلعب من خلف الستار، وسيبقى هكذا.
اشتدت وتيرة الهجوم الإعلامي والسياسي على حسين فريدون بعد الاتفاق النووي، ويبدو أن معارضيه لم يرضهم دوره القوي في المعاملات والمعادلات في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، ويريدون تقصير يديه. وفي مثل هذه الأوضاع، يبدو أن الفائدة في أن يتم التعامل معه مثلما حدث مع مشائي، ولكن بشكل أقوى وأكثر علانية.
لم تكن استخبارات الحرس ترغب كثيراً في الوقوف بشكل علني أمام أحمدي نجاد، ولكن هذه المرة رحبت بالوقوف علانية أمام روحاني، وعلى أساس هذا النموذج، من الممكن توقع، أنهم يريدون تقييد ومحاصرة حسين فريدون بشدة، ويسعون إلى تدمير شبكته، كما أنهم يحبذون اعتقاله، لكن هذا الأمر من الممكن أن يكون بمثابة إطلاق النار على عقل الحكومة، حيث قاوم حسن روحاني، قبل ذلك بشدة اعتقال ابن شقيقته، وستتضاعف هذه المقاومة أمام اعتقال أخيه. وهذا صحيح أنه أيضاً مثل هاشمي رفسنجاني، لديه نفس الصبر، ومن الممكن أن يتحمل هذه الضربة، ولكن بالقطع سيسعى لتوجيه ضربات إلى المنافس، حيث أشار خلال السنوات الماضية إلى امتلاكه نفس روح أحمدي نجاد، ومن الممكن أن يجعل الوضع السياسي متوتراً بشدة، وأن يغالي في الهجوم.
وفي الوقت ذاته، اعتقال حسين فريدون من الممكن أن يوجه هذه الرسالة، وهي أن المعارضين يسعون لجعل فترة حكم حكومة روحاني 4 سنوات فقط، وهذا المستوى من المواجهة يستطيع أن يزيد من حدة الاضطرابات. وأكثر الاحتمالات أهمية والتي ينتظرها المتشددون من حسن روحاني هو إقالة أخيه، مثلما فعل أحمدي نجاد هذا الأمر مع أخيه داوود أحمدي نجاد.
الظروف مختلفة، حيث تسبب طرد داوود أحمدي نجاد في نسيان اللغط حول الحكومة شيئاً فشيئاً. ومع هذا فمن المستبعد أن يفعل روحاني هذا الأمر بشكل علني.
الطريق الآخر هو أن يعمل حسن روحاني على تقييد حدود أخيه بشكل غير علني، وأن تفكك استخبارات الحرس شبكة حسين فريدون. وهذا الطريق ليس سيئاً، لكن القضية هي أن حسين فريدون سيظل كما كان ورقة دعائية على طاولة المتشددين في العام المقبل. وإذا صمت حسن روحاني وحسين أخوه على الوضع الحالي، فلن يكف المتشددون أيضاً عن الدعاية السياسية.
الطريق الآخر هو أن يأتي بحسن روحاني إلى الميدان، ومثلما دافع أحمدي نجاد عن مشائي، يدافع رئيس الجمهورية عن شقيقه. وبهذا الدفاع من الممكن أن يواجه اعتقال حسين فريدون بمشكلة جدية، ولكن ستكون السهام أكثر حدة.
الطريق الآخر هو استقالة حسين فريدون بنفسه وتهميش ذاته. هذا الطريق سيكون مصحوباً بأقل التكاليف، وسيوصل المتشددين إلى بعض من أهدافهم. ومن المحتمل إمكانية إيجاد خيارات أخرى، ولكن كما استقرت قصة أحمدي نجاد ومشائي بعد 8 سنوات في نقطة الصفر، ولم يتم حلها، فإن قصة روحاني وفريدون لن تحل بهذه السهولة.

المصدر: موقع إيران واير

رضا حقيقت نجاد
رضا حقيقت نجاد
باحث سياسي