نساء إيرانيات في البيت الأبيض

https://rasanah-iiis.org/?p=656

يمثل البيت الأبيض مركز صنع القرار في أمريكا إن لم يكن في العالم أجمع، وفي سابقة عجيبة تم فيه تعيين عدد من النساء الإيرانيات في وظائف متنوعة وحساسة أحيانا.
وكان موقع صوت أمريكا (VOA) التابع لوزارة الخارجية الأمريكية قام بتقديم أربع نساء إيرانيات يعملن في البيت الأبيض، وأشاد بالخدمة التي يقدّمنها للولايات المتحدة.

فريال جواشيرى: Govashiri Ferial
مساعدة الرئيس أوباما الخاصة منذ عام 2014
تعمل جواشيري مساعدة خاصة للرئيس أوباما، وتتقاضى راتباً سنوياً أساسياً مقداره 100800 دولار أمريكي، أكملت دراستها الجامعية في تخصص العلوم السياسية، وهي من تقوم بتنظيم جدول الرئيس أوباما في سفراته الخارجية أو لقاءاته بالرؤساء الأجانب في البيت الأبيض، وبحسب تصريح لها لقناة الـ”بي بي سي”، فإن أصولها الإيرانية كان لها دور كبير في حصولها على هذه المهنة واستمرارها فيها.
وفي جوابها على سؤال مراسل الـ”بي بي سي” فيما لو كان قد طَلب منها بعض الإيرانيين أن تقوم بنقل رسائلهم إلى الرئيس الأمريكي، قالت جواشيري: “إن كثيراً من الإيرانيين يطلبون منها ذلك، وأحياناً تقوم بنقل رسائلهم، لكن بأسلوبها الخاص، وكثير منهم كذلك يقدمون الهدايا للرئيس أوباما، وتقوم هي بتسليمها إلى الفريق المسؤول عن جمع الهدايا في البيت الأبيض”، وأضافت:”إنها تسعى إلى أن تترك أصولها الإيرانية بصمتها على عملها”.
يُذكر أنّ جواشيري عضو فيالمجلس الوطني للأمريكيين-الإيرانيين(ناياك)، وهو لوبي إيراني أسّسه تريتا بارسي في العام 2001، ويضم شخصيات أمريكية من أصول إيرانية تحتل حالياً مناصب حكومية في واشنطن، وينشط هذا اللوبي بشكل علني في الدفاع عن مصالح النظام الإيراني، كما أنّ جواشيريأيضاً عضو في جمعية النساء الأمريكيات-الإيرانيات.
سحر نوروززاده: Sahar Nowrouzzadeh
مسؤولة الأمن القومي الأمريكي لشؤون إيران في البيت الأبيض

وُلدت نوروز زاده في ولاية كونيتيكت الأمريكية من أب وأم إيرانيين، حيث هاجر والداها إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من أربعين عاماً، حصلت على شهادة البكالوريوس في الشؤون الدولية والاقتصاد الدولي من جامعة جورج واشنطن عام 2005، كما حصلت على الماجستير في تخصص الدراسات الإيرانية من جامعة ميريلاند عام 2007، وفي عام 2005كانت تعمل كمحللة لدى وزارة الدفاع، ثمّ قررت التوجه للعمل في قطاع السياسة الخارجية والدبلوماسية، والتحقت بوزارة الخارجية، ثمّ أصبحت في العام 2014 أحد مستشاري الأمن القومي.
وقد أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أنّ هناك امرأة إيرانية ضمن المجلس الاستشاري للرئيس أوباما، وأضافت الصحيفة أنه قبل يوم من انتهاء مفاوضات لوزان النووية كانت سحر نوروز زاده أحد الحاضرين في المفاوضات والمشاورات بين جون كيري وأوباما، كما كشفت وسائل إعلام أمريكية أن نوروز زاده كانت تعمل في لوبي ينشط لمصالح طهران في الولايات المتحدة، وكان لها دور في الاتفاق النووي.
تلقّت سحر جوائز مهمة منها جائزة مكتب مدير الاستخبارات القومي، وجائزة مكتب التحقيقات الفيدرالي، كما منحها وزير الدفاع الأمريكي الوسام الذهبي لمكافحة الإرهاب، وهي تتقن الفارسية والعربية والإنجليزية.
يذكر أنّ نوروز زاده عضو في (ناياك) منذ عام 2009.

ماندانا فاطمي: FatemiMandana
مكتب العلاقات العامة في البيت الأبيض
تعمل ماندانا فاطمي لدى مكتب العلاقات العامة في البيت الأبيض، وهي من كبار المحللين ومديرة مشاريع مكتب المراسلات الرئاسية،تتقاضى راتباً سنوياً أساسياً مقداره 42000 دولار أمريكي، جاء والداها أمير فاطمي ومهشيد فاطمي إلى أمريكا عام 1977، وأقاما في مدينة جاكسنوفيل في ولاية فلوريدا، في سن الثامنة عشرة تطوعت ماندانا في حملة أوباما الانتخابية، وللمرة الأولى أبدت اهتماماً بالسياسة.
في عام 2012 تخرجت ماندانا في جامعة جورج واشنطن، والتحقت بالبرنامج التدريبي للبيت الأبيض عام 2013، وهو بحسب البيت الأبيض “برنامج يهدف إلى جعل (بيت الشعب) في متناول قادة المستقبل من جميع أنحاء البلاد”، وتشغل ماندانا الآن مديرة المكتب الخاص باستقبال الرسائل التي يكتبها التلاميذ والطلاب للرئيس الأمريكي، حيث يقوم القسم بدراستها ثم تقوم ماندانا بتسليم خلاصة هذه الرسائل وأحياناً بعضها إلى الرئيس أوباما شخصياً.
بانته فاعد: ‎PanteaFaed
مكتب الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض
تعمل بانته فاعد لدى مكتب الشؤون الاجتماعية في البيت الأبيض، وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم كثير من مآدب واجتماعات الرئيس أوباما والسيدة الأولى، تتقاضى فاعد راتباً سنوياً أساسياً مقدراه 45450 دولاراً أمريكياً، درست المرحلة الثانوية في المدرسة الأثينية في دانفيل في كاليفورنيا، وتخرجت في جامعة جنوب كاليفورنيا عام 2012، وبدأت عملها في البيت الأبيض عام 2013كمتدرّبة مؤقتة، ثمّ تمّ تثبيتها في العمل لدى السيدة ميشيل أوباما.
أثناء المراسم التي أقيمت بمناسبة عيد النيروز في البيت الأبيض لهذا العامأبدى الضيوف استحسانهم وإعجابهم بتنظيم الحفل، فقال أوباما إنّ هذا الحفل من تنظيم بانته فاعد، أما ميشيل أوباما فأشارت، في حديثها للحاضرين في البيت الأبيض بهذه المناسبة، إلى دور بانته في هذا الحفل وقالت: “إنّ بانته قضت وقتاً طويلاً في تنظيم هذا الحفل، وأنا شديدة الفخر بها، لقد نمت وترعرعت هنا، في البيت الأبيض، إنها شديدة الذكاء ومبدعة في جوانب كثيرة، في الحقيقة هي من تقوم بتنظيم كثير من نشاطاتنا اليومية، إنني فخورة بوجودها بيننا في البيت الأبيض”.
الجدير بالذكر أنّ بانته أيضاً عضو في المجلس الوطني للإيرانيين – الأمريكيين.
هديه غفاريان Hedieh Ghaffarian
كبيرة منسّقي الزهور في البيت الأبيض
ولدت غفاريان في طهران، ثمّ هاجرت إلى أمريكا مع والديها منذ الصغر عقب الثورة الإسلامية، وترعرعت في مدينة لوس ألتوس شمال كاليفورنيا، ودرست فيها المرحلتين المتوسطة والثانوية، وهناك بدأت مواهبها تظهر في مجال أعمال الزينة والديكور، وفي أوائل العشرينيات من العمر أخذت تبيع تصاميمها في مرآب منزلهم، وبعد 25 عاماً من الإبداع قدمت خلالها عروضاً تزيد عن الـ1000 تقدمت للعمل في البيت الأبيض، وتمّ اختيارها من قبل السيدة الأولى بعد أن تفوقت على عدد من المتقدمات لهذه الوظيفة.
إن حضور هؤلاء النسوة اللاتي هنّ الجيل الأول من الإيرانيين – الأمريكيينالذين يصلون إلى مثل هذه المناصب في البيت الأبيض،في أهم مؤسسة لصنع القرار في أمريكا أمر مقلق بالنسبة لكثير من المتشددين في أمريكا، وقد واجه جون كيري من قبل، إبّان انتخابه وزيراً للخارجية، انتقادات شديدة بسبب صهره إيرانيّ الأصل، فزوج ابنته، فانيسا، طبيب إيراني، وقد أبدى البعض في الداخل الأمريكي تخوفه من أن تؤثر هذه العلاقة على موقف جون كيري إزاء طهران.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير