الشركات التقنية متواطئة في مراقبة المظاهرات الإيرانية

https://rasanah-iiis.org/?p=10454

قال موقع “وايرد” الأمريكيّ المتخصص في الشؤون التقنية، إن “إيران خلال الأيام الماضية شهدت احتجاجاتٍ تُعَدّ الأكثر انتشارًا بعد مظاهرات الحركة الخضراء عام 2009″، معتبرًا أن “الفـساد والفقر وسوء الإدارة الاقتصادية وإهمال المطالب الشعبية هي المسبب الرئيسي كما كان واضحًا من الهتافات التي أطلقها المحتجُّون والتي سرعان ما اتخذت طابعًا سياسيًّا”.

أول الوسائل: القمــع وحجب الإنترنت
وأكَّد الموقع أن “النِّظام الإيرانيّ اتخذ من القمع والحجب وسيلة أساسية للقضاء على الاحتجاجات -وهو ما كان متوقَّعًا منه بالفعل-ليبلغ عدد القتلى أكثر من 32 شخصًا، في حين تَعرَّض ما لا يقل عن 3700 للاعتقال”. وأكمل: “مَظاهر القمع لم تقتصر على المتظاهرين في الشوارع والساحات، بل طالت الإنترنت أيضًا الذي يلعب دورًا هامًّا في حياة المواطنين الإيرانيّين، إذ حُجب موقعا Instagram وTelegram، وهو ما يعني أن ممارسة حرية الرأي باتت مُكبلة ومقطوعة عن أكثر من 48 مليون مستخدم في إيران”، ويردف الموقع: “كذلك علينا عدم نسيان الدور الهامّ الذي يعلبه الإنترنت في حياة المواطنين، فالإيرانيّون يفعلون بواسطته ما لا يستطيعون فعله عادةً في الشوارع والأماكن العامَّة، كالتجمع والتنظيم والتعبير عن أنفسهم وتوجهاتهم، إنه بمثابة المنصة الرئيسية والوحيدة لتبادُل أفكارهم مع العالَم وفي ما بينهم”.

غوغل والخوف من العقوبات رغم البراءة
رغم حجب الإنترنت وممارسة الحلول الأمنية فإن الموقع قال: “لقد لجأ المحتجُّون إلى تطبيق vpn للوصول إلى المعلومات وللاطِّلاع على آخر مستجَدَّات المظاهرات”، وتابع: “إن العقوبات المفروضة من الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة ضدّ إيران تُعَدّ عقوباتٍ شاملة، إذ طالت عديدًا من الأفراد والمؤسَّسات والصناعات، لهذا تخشى الشركات التي لم تطلها العقوبات في حال وفرت خدماتها للمستخدمين في إيران أن يتمكن النِّظام الإيرانيّ من الوصول إلى هذه التقنيات الممنوعة عنها”. ويكمل الموقع المتخصص في الشؤون التقنية: “هذا الأمر تحديدًا سينتج عنه تداعيات قانونية ومالية بعيدة المدى رغم أن مسؤولي وزارة الخارجية الأمريكيَّة قد شدَّدوا على أهمِّيَّة دعم حقّ الشعب الإيرانيّ في الوصول إلى المعلومات عبر الإنترنت، بجانب ممارسة حرية التعبير دون أدنى عائق”.
الموقع وصف كذلك “بعض الشركات التقنية” بـ”المُمارِسة للقمع والمتواطئة في تضييق الحريات”، وأوضح: “فبسبب خوفها من العقوبات تمنع الشعب الإيرانيّ من الخدمات الضرورية والحصول على فضاء إلكتروني مفتوح، علمًا بأنها مرخَّصة من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية”، ومن الأمثلة التي أوردها الموقع “تطبيق Signal، وهو تطبيق رسائل مشفرة مشهور يعمل وسيلةً آمنةً للاتصال بين الإيرانيّين، وكان له دور هامّ بعد حظر تليغرام في أثناء الاحتجاجات”، ويكمل: “تطبيق signal كان محظورًا منذ وقت طويل في إيران، ورغم امتلاك التطبيق ميزة التحايل على الرقابة، واعتماده كُليًّا على تطبيق AppEngine التابع لشركة غوغل، فإن غوغل حظرته على مستخدميه داخل الأراضي الإيرانيَّة خوفًا من العقوبات، واستمر حظر هذا التطبيق لسنوات طويلة رغم الترخيص الذي حصل عليه”.
الموقع تحدث كذلك عن تطبيق “تويتر” وسياسته التي أثارت، وفق زعمها، قلقًا دوليًّا كبيرًا، إذ قال إن “تويتر وما يعتمده من سياسية بشأن إيران أثار قلقًا دوليًّا، فعادةً ما يسمح هذا التطبيق بتمكين المستخدمين من دخوله بعد تصديق ثنائي لحساباتهم وإدخال رقم الهاتف، ومن ثم تَلَقِّي رمز التحقق عبر رسالة نصية”، ويضيف: “إلا أن هذه الميزة غير متوافرة في إيران، وهو ما يعني أن المستخدمين الإيرانيّين لا يستطيعون تأمين حساباتهم، وهي مسألة ذات أهمِّيَّة بالغة للناشطين”، ويستطرد الموقع: “كانت شركة تويتر حذَّرَت النشطاء بشكل غير رسميّ من أن وزارة الاتصالات الإيرانيَّة تستطيع الوصول إلى هذه الرموز قبل المستخدمين، وهو ما يثير قلق الناشطين الإيرانيّين مستخدِمي لهذا التطبيق”.

وادي السيليكون وحلول بسيطة
الموقع ذكر أن “شركات التكنولوجيا الرائدة في العالَم تسعى جاهدة للموازنة بين عديد من الأهداف التي تكون أحيانًا متعارضة، بل ومتناقضة، مثل التصميم والتطوير والأمن والالتزام القانوني. ولكن إذا كانت التكنولوجيا ترغب في أن تصل إلى أعلى إمكانياتها وتحقِّق أكبر وعودها لدعم الديمقراطية والحرية وتحسين حياة جميع الناس، بخاصَّة أولئك الذين هم في أمَسِّ الحاجة إلى أدوات رقمية للتعبير، فإن بوسع وادي السيليكون أن يفعل أكثر بكثير مِمَّا يفعله حاليًّا، إذ يجب على شركات مثل غوغل وتويتر إعطاء الأولوية لدعم الحركات الديمقراطية من ناحية التخطيط والتصميم والتنفيذ بما يتوافق مع السبل المؤدية إليها”.
المقع اقترح في نهاية تقريره حلولًا وصفها بـ”البسيطة” لتخطي كل المعوقات التي تحاول السلطات الإيرانيَّة ذات العلاقة فرضها، فقال إن “الحلول المتاحة لتجاوز هذه التعقيدات سهلة للغاية، فمن الممكن تزويد الإيرانيّين بإمكانية الوصول إلى الخدمات الموجودة على تطبيق AppEngine التابع لغوغل، ومن شأن ذلك أن يصعّب على الحكومة الإيرانيَّة مهمَّة فرض الرقابة على مواطنيها، كما يُمكن لتطبيق سيغنال (Signal) استخدام مقدِّمي الخدمات السحابية الأخرى مثل أمازون”.

مادة مترجَمة عن موقع مجلة “وايرد” الأمريكية

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير