ممثل “الفاو”: إيران في مرحلة “توتر مائي”

https://rasanah-iiis.org/?p=6397

صرّح سيرج ناكوزي، ممثل منظمة “الفاو” في إيران، بأن إيران من ضمن الدول التي تواجه نقصًا في المياه، وأن المياه المتجددة تقلّصت في إيران خلال الـ15 عامًا الماضية إلى ثلث المعدّل العالَمي.
وذكر موقع “دويتشه فيله” الألماني، نقلًا عن وكالة أنباء “مهر” الإيرانية، أنّ ناكوزي قدّم أمس الثلاثاء عرضًا شرح فيه أسباب ظهور أزمة شُحّ المياه في إيران وعدد من الدول الآسيوية، وأشار من ضمن هذه الأسباب إلى ارتفاع عدد السكّان والتوسّع الحضري إلى جانب التداعيات السلبية الناجمة عن تغيير المناخ والانخفاض الملحوظ في موارد المياه، وأضاف: “الاستخدام المفرط وغير المدروس للمياه في مجال الزراعة في دول مثل إيران وصل إلى 95% من إجمالي استهلاك المياه، في حين تصل هذه النسبة في الدول الصناعية إلى أقلّ من 70%”.
وأوضح مندوب “الفاو” في إيران أنّ زيادة موجات الجفاف وارتفاع حدّتها خلال العقد الماضي يمثّل تحذيرًا لمنطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، وأن أزمة المياه قضية عابرة للحدود وإقليمية، وأبدى أمله في إيجاد حلول لإدارة هذه الأزمة بنجاح من خلال التعاون بين إيران ودول أخرى تمرّ بهذه الأزمة، وبيّن أن استراتيجية التعاون الإقليمي ستوفّر إطارًا لمساعدة دول المنطقة على تحديد وتنظيم السياسات وبِنْيَة الحُكم والاستثمارات والإجراءات التي تؤدِّي إلى تحسين مستدام للوضع الرّاهن.
وأضاف ناكوزي: “التقديرات الصادرة عن مؤسَّسة مصادر المياه تشير إلى أن نصف دول المنطقة ستواجه نقصًا حادًّا في المياه حتى عام 2040”.
يُذكر أنّ وزير الطاقة الإيراني حميد جيت، صرَّح خلال المؤتمر الوطني الأول لاقتصاد المياه الذي انعقد يوم 26 يوليو الماضي، بأن نسبة استهلاك موارد المياه المتجددة في إيران تصل إلى 86%، في الوقت الذي تشير فيه الدراسات الصادرة عن منظَّمة الأمم المتحدة إلى أن المناطق التي يُستهلك أكثر من 40% من موارد مياهها المتجددة ستواجه نقصًا في المياه، وإذا وصلت هذه النسبة إلى 60% فستواجه هذه المناطق أزمة، وبهذا تكون إيران بالفعل قد دخلت مرحلة أزمة المياه منذ فترة.
ويرى الخبراء أن أزمة نقص المياه وحالة التوتُّر السائدة جراء هذا الأمر قد تؤدِّي إلى حالة من التوتُّر بين الدول التي لها حدود مائية مشتركة، وهذا بالفعل ما أشار إليه رحيم ميداني نائب وزير الطاقة الإيراني، حين قال إن “من شأن أزمة شُحّ المياه أن تؤدِّي إلى نشوب حرب”.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير