صحفي إيراني: مَن يجمع التوقيعات لترشيح “رئيسي”؟

https://rasanah-iiis.org/?p=6902

كتب الصحفي الإيراني محمد حسن خاني بور مقالًا في موقع “نامه نيوز”، يشير فيه إلى المساعي الحثيثة خلف الكواليس من أجل دعم “ظاهرة انتخابية”، قاصدًا بذلك إبراهيم رئيسي.
ويقول خاني بوقل إنه لم يتبقَّ وقت طويل على إعلان أسماء الأشخاص الخمسة الذين تنوي “الجبهة الشعبية لقوى الثَّورة” ترشيحهم للانتخابات، ومن المقرر، كما يبدو، أن يكون الإعلان عن هذه القائمة خلال الأسبوع القادم، فهل سيقبل “المستبعدون” بقرار الجبهة؟ ومَن سيستمر من بين هؤلاء الخمسة حتى اليوم الأخير من الحملة الانتخابية؟

ويوضح: مع أن هذه الأسئلة مهمَّة وجادَّة، فإن سؤالًا مهمًّا يجب طرحه قبل ذلك: ما التغيير الذي ستحدثه ظاهرة “إبراهيم رئيسي” داخل التيَّار الأصولي؟ يمكن إدراك جدية وأهمِّيَّة هذا السؤال من خلال البيان الأخير الصادر عن علي رضا زاكاني، أحد الأسماء المطروحة ضمن القائمة الأولية للجبهة الشعبية، عندما قال: “على جميع الأسماء المدرجة في القائمة الولوج إلى الميدان طبق الآلية التي تقترحها الجبهة، وذلك في حال قبلوا الترشُّح، كما أن عليهم أن يخضعوا لحكم الناخبين والفئات المختلفة للشعب الثوري في مختلف المدن، ويجب في المقابل على المجلس المركزي للجبهة أن يدافع عن هذه القاعدة المهمَّة الباعثة على الوحدة”.
ويستنتج الكاتب الإيراني أنه يبدو من هذا احتمالية حدوث أمر آخر خلال انتخاب المرشّح النهائي، أو بالأحرى يمكن الفهم مسبقًا من خلال المعركة التي تدور بين الإعلام المناصر لكل من هؤلاء المرشّحين على مواقع الإنترنت، كيف أن هؤلاء المرشّحين اليائسين من الوضع الموجود يحاولون إظهار رئيسي شخصًا غير معروف ويفتقر إلى القاعدة الشعبية، وإظهار أنفسهم على أن كل واحد منهم هو المرشَّح المطلوب.
ويستطرد خاني: في هذه الأثناء تنتشر أخبار أكثر أهمِّيَّة تشير إلى مساع مهمَّة، وبالطبع خلف الكواليس، تهيئ الأوضاع لدخول رئيسي إلى ميدان الانتخابات. وبناءً على الخبر الذي نشرته المواقع المقربة من رئيسي فقد وقّع 50 عضوًا من أعضاء مجلس الخبراء رسالة أُرسلت إلى الجهات العليا دعموا فيها تَرَشُّح رئيسي، وفي المقابل طلبت هذه الجهات العليا منهم أن يهيئوا الأوضاع لترشيحه، واستدلُّوا على ذلك بأن رئيسي لديه سجل إيجابي خلال العام الذي تولى به سدانة القدس الرضوي، كما أن له “أسبقيات مشرقة”، كما “تقتضي حاجة الدولة اليوم وجود رئيس شجاع وثوري في المرحلة الحساسة الراهنة”، وبذلك فقد رشحوه ليكون من بين المرشّحين الأساسيين.
يضيف الكاتب: ومع أنه لم يُعرف حتى اللحظة مَن أعضاء مجلس الخبراء هؤلاء، فإن الأهم هو صحَّة هذا الخبر والمساعي التي جرت في هذا المجال كما هو ظاهر، والسؤال المطروح في المحافل الإعلامية: من المسؤول أو المسؤولون عن جمع هذه التوقيعات؟ يقول البعض إن هذه المساعي تُذكّر بالتوقيعات التي جُمعت من أعضاء مجلس الخبراء لتنصيب مهدوي كني رئيسًا له، التي حالت دون وصول هاشمي رفسنجاني إلى رئاسة هذا المجلس. قيل آنذاك إن عريضة اشتملت على 50 توقيعًا وُجّهت إلى مهدوي كني تطالبه بالترشُّح لرئاسة المجلس، وآنذاك تحدثت وسائل الإعلام عن أحد أعضاء المجلس، وهو عضو الهيئة الرئاسية له اليوم، وفي نفس الوقت أحد ممثلي المجلس في محافظة خراسان، وقيل إنه هو من أعدّ هذه العريضة.
ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن بعض التوقُّعات اليوم يشير إلى الدور المهم لسيد أحمد علم الهدى، وعلاقته بعملية جمع التوقيعات لرئيسي. جدير بالذكر أن رئيسي صهر علم الهدى، وعلم الهدى حتى اللحظة لم يُدلِ برأيه حول ترشُّح رئيسي المُحتمَل. يبدو أن هذه الأخبار هي التي أثارت اعتراض علي رضا زاكاني وبعض الشخصيات الأصولية. الآن يجب انتظار الإعلان بشكل رسميّ عن هذه الأخبار، فهل وقّع أعضاء مجلس الخبراء هذه الرسالة؟ وإذا كانت هذه الرسالة موجودة حقيقة فهل لعلم الهدى يد فيها؟

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير