كتاب جديد للإيرانية شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام

https://rasanah-iiis.org/?p=683

العنوان: حتى نتحرر جميعاً. (UNTIL WE ARE FREE)
المؤلف: شيرين عبادي.
الناشر: راندوم هاوس، نيويورك، 2016، الطبعة الأولى. (New York: Random House: March 8, 2016)
عدد الصفحات: 304
ردمك: 9780812998870
اللغة: الإنجليزية.
السعر: 27 دولاراً.

مؤلفة الكتاب هي السيدة شيرين عبادي، محامية إيرانية من مواليد عام 1947، حصلت على بكالوريوس في القانون من جامعة طهران عام1970، وحصلت على درجة الماجستير بمعدل امتياز من جامعة طهران الخاصة عام 1972، ترأست المحكمة التشريعية عام 1975 لتصبح بذلك أول قاضية في إيران قبل الثورة، لكنها أجبرت على الاستقالة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، ولم تتمكن من العودة لممارسة مهنة المحاماة إلا في عام 1993، عملت مراقباً رسمياً لمنظمة (هيومنرايتسووتش) عام 1996، ساهمت في تأسيس جمعية الدفاع عن حقوق الطفل عام 1995، كما ساهمت في تأسيس لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان عام 2001 التي تترأسها حتى الآن، حصلت السيدة عبادي على جوائز عالمية متعددة منها جائزة جمعية حقوق الإنسان (النرويج، 2001) وجائزة مانهيه الكبرى (كوريا الجنوبية، 2009)، وتكريماً لدورها في الدفاع عن حقوق النساء والأطفال في إيران تمّ منحها في شهر أكتوبر من عام 2003 جائزة نوبل للسلام، وهي تعيش في المنفى منذ عام 1999.
يحتوي “حتى نتحرر جميعاً” على تمهيد وعشرين فصلاً، وهو شرحٌ لما أسمته السيدة عبادي “كفاحي من أجل حقوق الإنسان في إيران”، وتتحدث فيه عن صعوبات أن تكون ناشطاً في مجال حقوق الإنسان، حتى لو كنت شخصية عالمية بارزة.
لقد ألهمت السيدة عبادي الملايين في جميع أنحاء العالم من خلال عملها كمحامية لحقوق الإنسان والدفاع عن النساء والأطفال ضد النظام الوحشي في إيران، وتروي في هذا الكتاب قصة الشجاعة والتحدي في وجه الحكومة الإيرانية التي مارست الضغوطات الكثيرة على عائلتها، وسعت في تدميرها، وتدمير عائلتها، ومهمتها التي كرّست حياتها من أجلها، وهي تحقيق العدالة للشعب الإيراني وللبلد الذي لطالما أحبّت.
“الترهيب”، “زيارة في منتصف الليل”، “جواسيس أمام عتبة الباب”، “الخيانة”، “الجار المشبوه”، هذه ليست أسماء لروايات بوليسية، وإنما العناوين التي بدأت فيها عبادي بعض فصول كتابها العشرين، حيث خصصت الجزء الأكبر منها لتلك الاعتداءات الشريرة التي واجهتها بعد أن حازت على جائزة نوبل، وفيها أعادت، حسب قولها، كتابة سيرة حياتها المليئة بالكفاح والعناء والأمل والانكسار على شكل روايةٍ تجسّد ضعفها وتصميمها على الوقوف بشموخ في آنٍ واحد.
تتحدث السيدة عبادي في مقدمة الكتاب عن تلك التهديدات بالموت التي كانت تتلقاها، وتجدها مكتوبة في رسائل موضوعة أمام عتبة منزلها، ذلك المنزل الذي طالما كانت تعيش فيه حياة طبيعية.
أما الفصول السبعة الأولى فتتناول فيها معاناتها في ممارسة عملها، فبعد عشر سنوات على الثورة، استطاعت تأسيس مكتب محاماة، وأصبحت تقاوم القوانين التي تميّز بين المرأة وغيرها، وتتحدث كذلك عن بداية علاقتها بزوجها “جواد” وإنشاء عائلتها، لكنّ حياتها لم تعد طبيعية كما كانت في السابق، فقد أصبح الجواسيس يراقبونها ليل نهار.
من تفتيش منزلها عدة مرات إلى احتجاز ابنتها القادمة من السفر، والتي كانت تحضر لدرجة الماجستير، تستمر عبادي في سرد معاناتها على هذا النحو من الفصل الثامن حتى الرابع عشر، وتتحدث عن التجاوزات التي كان يقوم بها النظام بحقها وحقّ عائلتها، فقد دأب النظام على محاصرتها ومضايقتها، حتى إنهم سيّروا مظاهرات أمام منزلها تنادي بالموت لها ولأعداء الدولة، وتشير إلى انتخابات عام 2009 الرئاسية التي قام النظام بتزويرها لصالح المرشح أحمدي نجاد، وما أعقب ذلك من انتفاضة شعبية واسعة النطاق، وما أعقب هذه الانتفاضة من عمليات قمع من جانب النظام، وكيف أنها استخدمت شهرتها، بصفتها حائزة على جائزة نوبل، للتنديد بوحشية النظام، وعندها تحولت إلى عدو شرس ومباشر له.
وتشير السيدة عبادي بمرارة إلى الاتهام الذي لفّقه النظام لزوجها، قصة الخيانة المدبّرة، وإدانته بجريمة الزنا، حيث حُكم عليه بالرجم حتى الموت، ثمّ كيف تمّ استبدال هذا الحكم وتخفيفه مقابل تخليه عن جواز سفره وجميع ممتلكات العائلة!
وتعرّج عبادي في الفصول الستة الأخيرة على مجموعة من الأحداث السياسية، حتى إنها تتناول الحرب في سوريا، وتصف العديد من قضايا حقوق الإنسان التي دافعت عنها، لكنّ قصتها أيضاً قصة مأساوية، فقد باعت السلطات ممتلكاتها، بما في ذلك المركز الذي كانت قد أنشأته لزملائها في سبيل الدفاع عن حقوق الإنسان، واعتقل النظام شقيقتها لأسابيع عدّة، وتم استجواب زوجها مرات كثيرة، حتى إنه لم يتمكن من رؤية زوجته وابنتيه إلا مرة واحدة خلال سبع سنوات.
وبعد ضغوطات مستمرة من قبل النظام، يُجبر جواد على الانفصال عن زوجته، على أمل أن تنتهي معاناته، وتنهي عبادي فصول كتابها بالحديث عن تلك الحياة الزوجية السعيدة التي كانت تعيشها، وتفتقدها الآن، وتقول: “حتى لو تعلّمنا أن نثق ببعضنا البعض مرة أخرى، واستطعنا أن نغفر، كيف يمكن لذلك أن يتحقق إن لم نتمكّن من رؤية بعضنا البعض”.
لقد كان من أهداف تأليف هذا الكتاب التي صرّحت بها عبادي إخبار العالم بأنّ النظام (أي النظام الإيراني) الذي يتعامل بهذه الوحشية مع حائزة على جائزة نوبل ولها اتصال بوسائل الإعلام العالمية، كيف يمكن له أن يتعامل مع شاب أو صحفي مجهول؟
لاقى كتاب السيدة عبادي ترحيباً واسعاً من وسائل الإعلام العالمية مثل: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وكريستيان ساينس مونيتور، كما تناوله بعض الباحثين في دراساتهم، فها هي “جيني نوردبرغ” تكتب في نيويورك تايمز عن هذا الكتاب وتقول: “إنه قصة حياتها المليئة بالمعاناة، تروي فيه بنثر دقيق ولطيف الثمن الإنساني الذي قدّمه شخص واحد في حربه ضد عدو قويّ وماكر”، أما واشنطن بوست فقد كتبت: “إنّ مذكرات عبادي تؤكد على أن التغيير البطيء يجب أن يأتي من داخل إيران، كما أنها دليل على نضالها السلمي المذهل نيابة عن أولئك الذين يناضلون من أجل الحصول على أبسط حقوقهم الأساسية، ويدفعون ثمن ذلك غالياً”.
وقد أبدى القس ديزموندتوتو، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 1984، إعجابه الشديد بكتاب السيدة عبادي، وشجّع الجميع على قراءته قائلاً: “أود أن أشجع الجميع على قراءة مذكرات الدكتورة شيرين عبادي، وأن نفهم كيف استمرّ كفاحها من أجل حقوق الإنسان بعد فوزها بجائزة نوبل للسلام؟ ومن المدهش أيضاً أن نرى كيف أنها قد تأثرت سلباً وإيجاباً بهذه الجائزة؟ هذا أمر لا بدّ للجميع من قراءته”.
تجدر الإشارة إلى أنه يمكن الحصول على النسخة الورقية أو الإلكترونية لهذا الكتاب من خلال موقع “أمازون” أو موقع “راندوم هاوس”، كما قامت دار النشر هذه بعرض نسخة صوتية مجانية بصوت السيدة “شهره آغداشلو”، يمكن الحصول عليها من خلال موقع Audible للكتب الصوتية.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير